زهرة البانسيه ~
الزهرة الثلاثية أو زهرة الثالوث؛ هو الاسم العربي للبانسيه؛ وهي زهرة للزينة تنحدر من عائلة البنفسج؛ تتميز بشكلها الطريف الذي يشبه وجه الإنسان أو القطة الصغيرة. وتتميز زهرة الثالوث ببتلاتها الثلاثة التي أخذت منها اسمها؛ وهي ذات ألوان متعددة منها الوردي والبنفسجي والأصفر والأحمر والأبيض والأزرق الباهت والكحلي الداكن.
وتعتبر بعض الشعوب أن قطف زهرة الثالوث حين يكون الندى على بتلاتها ضارا وممنوعا؛ وذلك لان هذا يجلب فقد شخص عزيز لقاطفها قبل أن يكتمل القمر؛ أي سريعا جدا.
وتعد زهرة الثالوث رمزا للحكمة؛ فاسمها الانجليزي بانسي مأخوذ من الكلمة الفرنسية بانسيه وهي تعني "التفكير" ؛وذلك لأن الزهرة تشبه وجه الإنسان؛ وفي وقت تفتحها في أغسطس تميل إلى الأمام وكأنها في حالة تأمل.
وقد استخدم البعض زهرة الثالوث كرمز لهم ؛فقد استخدمها الاتحاد العلماني الأمريكي في القرن التاسع عشر كرمز له وفي أدبياته؛ واستخدمها الإنسانيون أيضا كونها زهرة هجين ولدت عبر قرنين من الزمن عبر تطعيم البنفسج ونباتات برية؛ مما يوضح قدرة الإنسان على الإبداع.
وترمز زهرة الثالوث أيضا إلى التذكر؛ فإذا قدمتها إلى شخص فهذا يعني أني أفكر فيك أو أتذكر.
ولكن لكل لون من ألوان زهرة الثالوث معناه؛ فزهرة الثالوث ذات اللون الوردي تعني " أفكر بالأيام التي كانت معك وهي ثروتي في الحياة" ؛ أما الثالوث ذات اللون الأبيض فهي تعني انك دائم التفكير في شخص؛ مشغول الخاطر به؛ أما الثالوث الصفراء فتعني التفكير في شخص بعيد غير موجود معنا. وعموما تعني الزهرة التفكير والتذكر؛ وترمز أيضا للمرح والتواضع والأفكار الايجابية والمفرحة؛ وكانت ترمز للحب قبل أن تحتل مكانها الورود.
وقد شغلت زهرة الثالوث أذهان الكتاب. فقد كتب د. ه. لورنس مجموعة شعرية اسماها زهرة الثالوث, وأشار إليها شكسبير في هاملت حين تقول "اوفيليا" عن زهرة ثالوث مهداة إليها من معجب" هذه زهرة الثالوث؛ أنها تعني التذكر" كما أشار إليها في حلم ليلة صيف؛ حيث وصف دموع "تيتاني" كأنها رحيق زهرة ثالوث، وقد ولدت الزهرة بشكلها الحالي في انجلترا غالبا؛ وان كانت اكبر الحدائق لتهجينها اليوم في ليندافيستا الجبلية في كوستاريكا.
زهرة الثالوث اليوم من أكثر زهور الزينة في الحدائق العامة والخاصة في مختلف مناطق العالم؛ وهي تعيش في الغالب عامين؛ أي أنها من النباتات الموسمية؛ وتنمو في المناخات الباردة والمعتدلة. وتزهر الثلاثية في العام الثاني من عمرها؛ وان كان المهجنون قد جعلوها تزهر في عامها الأول بل بعد أشهر قليلة من غرسها. وتتميز زهرة الثالوث بقوة التحمل لمختلف ظروف الطبيعة القاسية؛ وقدرتها على التشكل حسب مزاج المُهجن؛ مما جعل منها الزهرة المحببة للعديد من المهجنين والعاملين في الحقول