[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
كان عدد من الصبيان يقرؤون في الكُتّاب (مدرسة صغيرة) عند أحد المعلمين، وكان هذا المعلم يقسو عليهم، ولا يسمح لهم بفرصة يرتاحون فيها، ولا عطلة يستمتعون بها؟!! فاتفقوا أن يوهموه بأنه مريض! فيقوم الأول ويقول: إن آثار المرض ظاهرة عليك، فيصدقه الثاني والثالث والرابع.. وحين دخل المعلم عليهم قام التلميذ الأول وقال:
- إن لونك – يا سيدي – متغير ووجهك أصفر، فما مرضك الذي تشكو منه؟
فقال المعلم: إنني بخير، فدع هذه الثرثرة (الكلام الفارغ) واجلس في مكانك.
فقام الثاني ثم الثالث والرابع والخامس يؤكدون كلام زميلهم؟! فلم يبقَ في نفسه شك أنهم صادقون، فأقفل الكُتّاب وأسرع إلى منزله، وعاتب زوجته وخاصمها لأنها لم تخبره عن مرضه الذي اكتشفه الصبيان؟! فتعجبت الزوجة وقالت:
- إنك بخير ولا أثر للمرض في جسمك!!
فصاح غاضباً: كيف أكذّب ثلاثين تلميذاً، وأصدقك؟؟! اذهبي وأعدي الفراش.
وفي اليوم التالي جاء التلاميذ لزيارته، وبدؤوا يقرؤون بصوت مرتفع، ثم قال واحد منهم:
- هل يزعجك صوتنا – يا أستاذ؟-
قال المعلم: نعم إنه يصدّع رأسي، هيا انصرفوا، فأنتم في عطلة حتى يتم شفائي.
فخرج الصبيان مسرورين وأخبروا أهلهم، أن أستاذهم مريض. فحضروا لزيارته فوجدوه يتأوّه ويتقلب، فتعجبوا من أمره، فهم لا يجدون فيه أثراً للمرض، فسألوه عما به فقال: كنتُ أظن نفسي سليماً معافى ولولا أن الصبيان أخبروني بمرضي لما عرفت!!
فنظروا إليه وقد ازداد عجبهم، وقالوا بعد انتهاء الزيارة:
- كم متوهم بأنه مريض، وليس فيه علة!!
لقد استطاع الصبيان أن يوهموا المعلم بأنه مريض! ولو اكتشف حيلتهم لنالوا منه العقاب المناسب.