solala .
نقاط : 7913 العمل : طالبة مزاجي : بلدي : مدينتي : meknes
| موضوع: سيرة الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه 30.07.11 16:12 | |
| سيرة الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه -
ابن عباس
كان عبـد الله بن الزبيـر جنينا في بطن أمه أسماء بنت أبيبكر ، وهي تقطع
الصحراء اللاهبة مغادرة مكة الى المدينة على طريق الهجرة العظيم، وما كادت
تبلغ ( قباء ) عند مشارف المدينة حتى جاءها المخاض ونزل المهاجرالجنين أرض
المدينة في نفس الوقت الذي كان ينزلها المهاجرون من الصحابة ،وحُمِل المولود
الأول الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقبّله وحنّكه ، فكانأول ما دخل جوف
عبـد اللـه ريق الرسول الكريم ، وحمله المسلمون في المدينةوطافوا به المدينة
مهلليـن مكبرين فقد كَذَب اليهـود وكهنتهم عندما أشاعـواأنهم سحروا المسلمين
وسلّطوا عليهم العقـم ، فلن تشهد المدينة منهم وليدا جديدا، فأبطل عبـد الله إفك
اليهـود وكيدهـم
الطفل
على الرغم من أن عبد الله لم يبلغ مبلغ الرجال فيعهد الرسـول -صلى الله عليه وسلـم- إلا أن الطفل نما ونشـأ في البيئة المسلمـة ،وتلقّى من عهد الرسـول -صلى الله عليه وسـلم- كل خامات رجولتـه ومباديء حياته ،فكان خارقا في حيويتـه وفطنتـه وصلابته ، وكان شبابه طهرا وعفـة وبطولة ، وأصبحرجلا يعرف طريقه ويقطعه بعزيمة جبارة ، وكانت كنيته ( أبا بكر ) مثل جدّه أبي بكرالصديق
وقد كُلّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غِلْمَةٍ ترعرعوا ،منهم عبد الله بن جعفر ، وعبد الله بن الزبير ، وعمر بن أبي سلمة فقيل : ( يا رسولالله ، لو بايعتهم فتصيبهم بركتُك ويكون بهم ذكر ) فأتِيَ بهم إليهم فكأنهمتَكَعْكَعوا -أي هابوا- حين جيء بهم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فاقتحم ابنالزبير أوّلهم ، فتبسّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال : ( إنّه ابن أبيه وبايعوه(
الدم
أتَى عبد الله بنالزبير النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وهو يحتجم ، فلمّا فرغ قال : ( يا عبد الله ،اذهب بهذا الدم فأهْرقْهُ حيثُ لا يراكَ أحد ) فلمّا برز عن رسول الله -صلى اللهعليه وسلم- عمَدَ إلى الدم فشربه ، فلمّا رجع قال : ( يا عبد الله ، ما صنعت؟)قال : ( جعلته في أخفى مكان علمت أنه بخافٍ عن الناس !) قال : ( لعلّك شربته؟!)قال : ( نعم ) قال : ( ولِمَ شربت الدّم ؟! ويلٌ للناس منك ، وويلٌ لك منالناس !) فكانوا يرون أن القوة التي به من ذلك الدموفي رواية أخرى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- : ( ويلٌ لك من الناس ، وويلٌ للناس منك ، لا تمسّك النارُإلا قَسَم اليمين ) وهو قوله تعالى
وإن مِنكُمْ إلاّ وَارِدُهَا كانَعلى ربِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً ) سورة المريم آية (71)
إيمانه
قال عمر بن عبد العزيز يوماً لابن أبي مُلَيْكة : ( صِفْ لنا عبد الله بن الزبير ) فقال : ( والله ، ما رأيت نفساً رُكّبت بينجَنْبين مثل نفسه ، ولقد كان يدخل في الصلاة فيخرج من كل شيء إليها ، وكان يركع أويسجد فتقف العصافير فوق ظهره وكاهله ، لا تحسبه من طول ركوعه و سجوده إلا جداراً أوثوباً مطروحاً ، ولقد مرَّت قذيفة منجنيق بين لحيته وصدره وهو يصلي ، فوالله ماأحسَّ بها ولا اهتزّ لها ، ولا قطع من أجلها قراءته ولا تعجل ركوعه )
وسئلعنه ابن عباس فقال على الرغم ما بينهم من خلاف : ( كان قارئاً لكتاب الله ،مُتَّبِعاً سنة رسوله ، قانتاً لله ، صائماً في الهواجر من مخافة الله ، ابن حواريّرسول الله ، وأمه أسماء بنت الصديق ، وخالته عائشة زوجة رسول الله ، فلا يجهل حقهإلا من أعماه الله )
فضله
كانعبد الله بن الزبير من العلماء المجتهدين ، وما كان أحد أعلم بالمناسك منه ، وقالعنه عثمان بن طلحة : ( كان عبد الله بن الزبير لا يُنازَعُ في ثلاثة : شجاعة ، ولاعبادة ، ولا بلاغة ) وقد تكلّم عبد الله بن الزبير يوماً والزبير يسمع فقال له : ( أي بُنيّ ! ما زلتُ تكلّم بكلام أبي بكر -رضي الله عنه-حتى ظننتُ أنّ أبا بكرقائمٌ ، فانظُر إلى منْ تزوّج فإنّ المرأة من أخيها من أبيها )000 وأول من كساالكعبة بالديباج هو عبد الله بن الزبير ، وإن كان ليُطيِّبُها حتى يجد ريحها مَنْدخل الحرم
قال عمر بن قيس : ( كان لابن الزبير مئة غلام ، يتكلّم كلّ غلاممنهم بلغة أخرى ، وكان الزبير يكلّم كلَّ واحد منهم بلغته ، وكنت إذا نظرتُ إليه فيأمر دنياه قلت : هذا رجلٌ لم يُرِد الله طرفةَ عين ، وإذا نظرتُ إليه في أمر آخرتهقلت : هذا رجلٌ لم يُرِد الدنيا طرفة عين )
جهاده
كان عبد الله بن الزبير وهو لم يجاوز السابعةوالعشرين بطلا من أبطال الفتوح الإسلامية ، في فتح إفريقية والأندلسوالقسطنطينيةففي فتح إفريقية وقف المسلمون في عشرين ألف جندي أمام عدو قوام جيشهمائة وعشرون ألفا ، وألقى عبد الله نظرة على قوات العدو فعرف مصدر قوته التي تكمنفي ملك البربر وقائـد الجيش ، الذي يصيح بجنده ويحرضـهم على الموت بطريقة عجيبـة ،فأدرك عبـد الله أنه لابد من سقوط هذا القائد العنيـد ، ولكن كيف ؟نادى عبد اللهبعض إخوانه وقال لهم : ( احموا ظهري واهجموا معي )
وشق الصفوف المتلاحمةكالسهم نحو القائد حتى إذا بلغه هوى عليه في كرَّة واحـدة فهوى ، ثم استدار بمن معهالى الجنود الذين كانوا يحيطـون بملكهم فصرعوهـم ثم صاحوا : ( اللـه أكبـر( وعندما رأى المسلمون رايتهم ترتفع حيث كان قائد البربر يقف ، أدركوا أنه النصرفشدّوا شدَّة رجل واحد وانتهى الأمر بنصر المسلمينوكانت مكافأة الزبير من قائدجيش المسلمين ( عبد الله بن أبي سَرح ) بأن جعله يحمل بشرى النصر الى خليفةالمسلمين ( عثمان بن عفان ) في المدينة بنفسه
ابن معاوية
لقد كان عبد الله بن الزبير يرى أن ( يزيد بنمعاوية بن أبي سفيان ) آخر رجل يصلح لخلافة المسلمين إن كان يصلح على الإطلاق ، لقدكان ( يزيد ) فاسدا في كل شيء ولم تكن له فضيلة واحدة تشفع له ، فكيف يبايعه الزبير، لقد قال كلمة الرفض قوية صادعة لمعاوية وهو حيّ ، وها هو يقولها ليزيد بعد أنأصبح خليفة ، وأرسل إلى ابن الزبير يتوعّده بشر مصير ، هنالك قال ابن الزبير : ( لاأبايع السَّكير أبدا ) ثم أنشد
ولا ألين لغير الحق أسألهحتى يلينلِضِرْس الماضِغ الحَجر
الإمارة
بُويَعلعبد الله بن الزبير بالخلافة سنة أربع وستين ، عقب موت يزيد بن معاوية ، وظل ابنالزبير أميرا للمؤمنين مُتَّخِذا من مكة المكرمة عاصمة خلافته ، باسطا حكمه علىالحجاز و اليمن والبصرة و الكوفة وخُرسان والشام كلها عدا دمشق بعد أن بايعه أهلهذه الأمصار جميعا ، ولكن الأمويين لا يقرُّ قرارهم ولا يهدأ بالهم ، فيشنون عليهحروبا موصولة ، حتى جاء عهد ( عبد الملك بن مروان ) حين ندب لمهاجمة عبد الله فيمكة واحدا من أشقى بني آدم وأكثرهم قسوة وإجراما ، ذلكم هو ( الحجاج الثقفي ) الذيقال عنه الإمام العادل عمر بن عبد العزيز : ( لو جاءت كل أمَّة بخطاياها ، وجئنانحن بالحجّاج وحده ، لرجحناهم جميعا )
الحجّاج
ذهب الحجّاج على رأس جيشه ومرتزقته لغزو مكة عاصمة ابن الزبير ، وحاصرهاوأهلها قُرابة ستة أشهر مانعا عن الناس الماء والطعام ، كي يحملهم على ترك عبد اللهبن الزبير وحيداً بلا جيش ولا أعوان ، وتحت وطأة الجوع القاتل استسلم الأكثرون ،ووجد عبد الله نفسه وحيدا ، وعلى الرغم من أن فُرص النجاة بنفسه وبحياته كانت لاتزال مُهَيّأة له ، فقد قرر أن يحمل مسئوليته الى النهاية وراح يقاتل جيش الحجّاجفي شجاعة أسطورية وهو يومئذ في السبعين من عمره
لقد كان وضوح عبد الله -رضيالله عنه- مع نفسه وصدقه مع عقيدته ومبادئه ملازما له في أشد ساعات المحنة معالحجّاج ، فهاهو يسمع فرقة من الأحباش ، وكانوا من أمهر الرماة والمقاتلين في جيشابن الزبير ، يتحدثون عن الخليفة الراحل عثمان بحديث لا ورع فيه ولا إنصاف ،فعنَّفَهم وقال لهم : ( والله ما أحبُّ أن أستظهر على عَدوي بمن يُبغض عثمان ) ثمصرفهم ابن الزبير عنه ، ولم يبالي أن يخسر مائتين من أكفأ الرماة عنده
الساعات الأخيرة
وفي الساعات الأخيرة منحياة عبد الله -رضي الله عنه- جرى هذا الحوار بينه وبين أمه العظيمة ( أسماء بنتأبي بكر ) فقد ذهب إليها ووضع أمامها الصورة الدقيقة لموقفه ومصيره الذي ينتظرهفقال لها : ( يا أمّه ، خذلني الناس حتى ولدي وأهلي ، فلم يبقَ معي إلا من ليس عندهمن الدفع أكثر من صبر ساعة ، والقوم يعطوني ما أردت من الدنيا ، فما رأيك ؟)
فقالت له أمه : ( يا بني أنت أعلم بنفسك ، إن كنت تعلم أنك على حق وتدعوإلى حق ، فاصبر عليه حتى تموت في سبيله ، ولا تمكّن من رقبتك غِلمَان بني أمية ،وإن كنت تعلم أنك أردت الدنيا فلبِئس العبد أنت ، أهلكت نفسك وأهلكت من قُتِلَ معك(
قال عبد الله : ( هذا والله رأيي ، والذي قمت ُ به داعياً يومي هذا ،ما ركنتُ إلى الدنيا ، ولا أحببت الحياة فيها ، وما دعاني إلى الخروج إلا الغضب لله، ولكنّي أحببتُ أن أعلمُ رأيك ، فتزيدينني قوّة وبصيرة مع بصيرتي ، فانظري يا أمّهفإنّي مقتول من يومي هذا ، لا يشتدّ جزعُكِ عليّ سلّمي لأمر الله ، فإن ابنك لميتعمد إتيان منكر ، ولا عمل بفاحشة ، ولم يَجُرْ في حكم ، ولم يغدر في أمان ، ولميتعمد ظلم مسلم ولا معاهد ، ولم يبلغني عن عمالي فريضته بل أنكرته ، ولم يكن شيءآثر عندي من رضى ربّياللهم ! إني لا أقول هذا تزكية منّي لنفسي ، أنت أعلم بي ،ولكنّي أقوله تعزية لأمّي لتسلو به عني )
قالت أمه أسماء : ( إني لأرجوالله أن يكون عزائي فيك حسنا إن سبَقْتَني الى الله أو سَبقْتُك ، اللهم ارحم طولقيامه في الليل ، وظمأه في الهواجر ، وبِرّه بأبيه وبي ، اللهم إني أسلمته لأمركفيه ، ورضيت بما قضيت ، فأثِبْني في عبد الله بن الزبير ثواب الصابرين الشاكرين(وتبادلا معا عناق الوداع وتحيته
يتبع
| |
|
solala .
نقاط : 7913 العمل : طالبة مزاجي : بلدي : مدينتي : meknes
| موضوع: رد: سيرة الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه 30.07.11 16:14 | |
| | |
|